نقلت صحيفة "المدى" العراقية عن مصادر سياسية تحذيرها من احتمالية وقوع أحداث في العراق مشابهة لما جرى في سوريا، إذا لم تبتعد بغداد عن النفوذ الإيراني، ولم تبادر بإصلاحات سريعة في الداخل العراقي.
وأكدت الصحيفة أن أغلب التحذيرات الصادرة عن الأطراف السياسية تركز على ضرورة الابتعاد عن إيران، وإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية العراقية.
وأشارت إلى أن حكومة محمد شياع السوداني تواجه ضغوطاً شديدة للحد من نفوذ الجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة لصالح طهران.
في هذا السياق، أشارت "المدى" إلى تقارير تتحدث عن اتصال بين رئيس الوزراء العراقي وشخصية من القيادة الجديدة في سوريا تُرجح أنه أحمد الشرع (المعروف بأبي محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام، بوساطة تركية.
ووفقاً للصحيفة، لا تزال المخاوف قائمة من توسع رقعة الصراع السوري إلى داخل العراق أو تنشيط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) النائمة في البلاد.
وفي الأيام الأخيرة، ظهرت تكهنات حول تراجع قوة وكلاء إيران في العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد. ووفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية العربي-الأسترالي، فإن العراق أمام خيارين: إما أن يحد من نشاط المجموعات المسلحة المدعومة من إيران، أو قد يتعرض لضربات إسرائيلية.
المركز ذاته حذر من أن النجاحات التي حققتها الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا ولبنان قد تتكرر في بغداد.
من جانبها، كشفت الصحيفة عن نقل مطالب أميركية إلى وزارة الخارجية العراقية، تتعلق بالحد من نفوذ الميليشيات الموالية لطهران.
لكن رحيم العبودي، أحد مسؤولي المكتب السياسي لتيار "الحكمة" المقرب من إيران، صرح قائلاً: "العراق يسعى إلى تحقيق توازن نسبي في علاقاته مع واشنطن، دون أن يكون بالكامل في صف طهران".
في الوقت ذاته، شهدت منصات التواصل الاجتماعي دعوات من مستخدمين عراقيين لمهاجمة السفارة الإيرانية في بغداد والضغط لإنهاء نشاط الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
يُذكر أن السنوات الماضية شهدت موجات من الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد النفوذ الإيراني في العراق.