عراقجي يقلل من أهمية "وفاة" شارمهد ويؤكد أن الموت "يأتي عندما يأتي"

Saturday, 11/09/2024

أجرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي تجنب الرد على سؤال حول ملابسات وفاة المواطن الإيراني- الألماني، جمشيد شارمهد، أثناء احتجازه في سجون إيران، وأكد أن كيفية وفاته ليست مهمة، مضيفا أنه لا يفهم "الجلبة" المثارة حول هذا الملف.

وأشار عراقجي، في المقابلة، التي نُشرت يوم الجمعة 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى علاقات إيران مع الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، محذرًا قادة تلك الدول من تكرار ما وصفه بـ"الأخطاء السابقة" في تعاملهم مع إيران، مطالبًا إياهم بتوخي الحذر في خطواتهم وسياساتهم تجاه طهران.

وفي سياق الحديث عن مصير جمشيد شارمهد، قال عراقجي: "يبدو أن الألمان يتجاهلون حقيقة أن جمشيد شارمهد كان مسؤولًا عن تفجير وقع عام 2008 في مسجد بمدينة شيراز، أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين. لقد عاش شارمهد في الولايات المتحدة وكان يتباهى في مقابلات تلفزيونية بأعماله، قائلاً: بدأنا الحرب على النظام الإيراني وسنقتلهم".

وأشار عراقجي إلى أن شارمهد، بوصفه مواطنًا إيرانيًا، قد تم اعتقاله، مضيفًا أن "إيران لا تعترف بازدواج الجنسية". وأوضح أن شارمهد قد نُقل إلى إيران؛ حيث جرت محاكمته "بعدالة" وصدرت بحقه عقوبة الإعدام "وفقًا لقوانيننا" باعتباره إرهابيًا.

وعندما طرحت صحافية "دير شبيغل" تساؤلات عن ظروف اعتقال شارمهد، واحتمالية تورطه في الهجوم الذي وقع عام 2008، إلى جانب الإشارة إلى ما قيل عن تعرضه للتعذيب في السجن، نفى عراقجي هذه الادعاءات، مؤكدًا: "التعذيب ممنوع في إيران، وهذا غير منطقي، لأن السيد شارمهد اعترف علنًا بأفعاله. شارمهد كان إرهابيًا، ومن الجيد أن يولي المجتمع الألماني والمسؤولون الألمان اهتمامًا بهذا الأمر. لا أستطيع فهم الضجيج والدعاية السياسية التي تدور حول هذا الملف".

وفيما يتعلق بتفاصيل تنفيذ عقوبة الإعدام، قال عراقجي إنه "لم يتم التطرق إلى الإعدام في البيان الصادر عن القضاء"، مشيرًا إلى أن "بيان النيابة العامة في طهران في هذا الصدد كان غامضًا".

عراقجي: شارمهد لم يعد في هذا العالم.. وسنسلم جثمانه إذا قدمت عائلته طلبًا رسميًا

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن جمشيد شارمهد، لم يعد على قيد الحياة، موضحًا أنه لا يهم إذا ما كان قد أُعدم أو تُوفي لأسباب طبيعية، قائلاً: "عندما يأتي الموت، فإنه يأتي". وفي رد على تساؤل حول عدم تسليم جثمان شارمهد لعائلته، قال عراقجي: "إذا قدّمت عائلته طلبًا رسميًا فلا مانع لدينا من ذلك. وإذا أرادت عائلته، فنحن مستعدون لإجراء تشريح للجثة".

عراقجي يعترض: تسألون عن وفاة إرهابي وتتجاهلون مأساة غزة

وقد وجه عراقجي انتقاداته للصحافية قائلاً: "لقد مضى 20 دقيقة وأنتم تسألون عن وفاة إرهابي، بينما لم نشهد أي إدانة من الحكومة الألمانية لمقتل 50 ألف شخص في غزة، ولا إغلاق للسفارات والقنصليات الإسرائيلية في ألمانيا. مقتل الفلسطينيين على يد إسرائيل لا يبدو مهماً لكم. هذه العجرفة الأوروبية هي التي أدت إلى النزاع الحالي. دعوا معاييركم المزدوجة جانبًا لمرة واحدة، ربما نجد فرصة للتفاهم… يجب أن لا تكونوا أنانيين بهذا القدر".

وعند إشارة الصحافية إلى أن هذا النزاع بدأ بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر 250 آخرين، رد عراقجي قائلاً: "ما حدث كان قرارًا اتخذته حماس ولا يخصنا. التاريخ وحده سيحكم إن كان ذلك القرار صائبًا أم لا. في نهاية المطاف، هذا الصراع هو نتاج 80 عامًا من احتلال أراضي الفلسطينيين، وتهجيرهم وقتلهم. لقد حُرم مليونان من حق تقرير مصيرهم وزُجّ بهم في سجن كبير يُدعى غزة. لا ينبغي للشعب الفلسطيني أن يُعاقب بسبب ما فعله الألمان باليهود".

عراقجي: حماس وحزب الله ليسا من جماعات الوكالة.. بل حركات تحرر

وحين تطرقت الصحافية إلى الوضع الاقتصادي المتردي في إيران، ومعاناة الشعب الإيراني، وسألت عن سبب دعم إيران لجماعات بالوكالة في العراق ولبنان وسوريا وغزة واليمن، رد عراقجي قائلاً: "خلافًا لكم، لا أصف حماس وحزب الله وغيرهما بأنهم وكلاء، أعتبرهم حركات تحرر، ودعمهم لا يعود بأي فائدة اقتصادية على إيران".

عراقجي: الغرب يصنف كل من يخالف سياساته كإرهابي.. بينما يعتبر من يتماشى مع سياساته من "الخيرين"

وفي حديثه مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أكد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن الدول الغربية تنظر لكل من يخالف سياساتها على أنه "إرهابي"، بينما ترى كل من يتوافق معها على أنه من "الأشخاص الجيدين"، مشيرًا إلى أن هذا النهج يعكس المعايير المزدوجة للغرب، ويعكس سياسة مضللة.

وعلى الرغم من التصريحات العلنية لبعض المسؤولين في إيران، بمن فيهم علي خامنئي، التي تدعم وتؤيد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، قال وزير الخارجية الإيراني، خلال هذه المقابلة: "إن إيران لم تؤيد هذا الهجوم حتى الآن". مضيفاً: "نحن ندعم ونحمي وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها".

وفي إشارة إلى تعميق العلاقات بين إيران وروسيا، نفى عراقجي تسليم إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، معتبرًا أن ألمانيا هي من دفعت بلاده للتوجه إلى موسكو؛ حيث قال: "بعد الثورة الإيرانية عام 1979، تخلت ألمانيا عن إيران، مما اضطرنا للتعاون مع روسيا لاستكمال مشروع بوشهر. لقد بدأت الصناعة النووية في إيران بمساعدة ألمانية. ولو بقي الألمان، لكان البرنامج النووي الإيراني قد اتخذ مسارًا مختلفًا. ارتكبت الحكومة الألمانية أخطاءً في فترات مختلفة من التاريخ، ويجب عليهم توخي الحذر حتى لا يرتكبوا أخطاء جديدة الآن".

اتفاق نووي جديد.. ومستعدون للتفاوض

وعند سؤاله عن احتمالية استئناف المفاوضات النووية، أكد عراقجي أن الاتفاق النووي المعروف باسم "الاتفاق الشامل المشترك" سينتهي في 25 أكتوبر 2025، وأن إيران بحاجة إلى اتفاق جديد. وقال: "نحن مستعدون للتفاوض مع دول المنطقة، ومستعدون أيضًا لفتح حوار مع الأوروبيين حول التعاون مع روسيا. دعونا نبدأ في الحوار ونتجنب العقوبات".

وختم عراقجي حديثه قائلاً: "العقوبات تزيد من تعقيد الأمور، ولا تسهم أبدًا في حل أي مشكلة، خاصة في إيران. رسالتي هي: انسوا العقوبات، لأنها لم تحقق أي نتائج في الماضي، ولا تعمل الآن، ولن تحقق أي نتائج في المستقبل".

مزيد من الأخبار