"بوليتيكو": فريق ترامب يدرس إعادة سياسة "الضغط الأقصى" على إيران

Saturday, 11/09/2024

عادت سياسة "الضغط الأقصى" إلى الواجهة، بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية؛ حيث يرى حلفاؤه أنها تتناسب مع الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، كما أشارت مصادر إلى أن فريق ترامب يدرس خططًا لفرض موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية الشديدة على إيران بعزلها وتشديد حصارها.

ووفقًا لما ذكره أربعة مسؤولين سابقين في إدارة ترامب ومقربون من حملته، تحدثوا لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، فإن هذه السياسة، التي استخدمها تجاه إيران خلال ولايته الأولى، تعكس بوضوح ما قد يكون في انتظار النظام الإيراني بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال أحد المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، الذي تحدث إلى "بوليتيكو"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "تعزيز الضغط الاقتصادي على إيران سيكون أولوية في السياسة الخارجية منذ اليوم الأول، بهدف تصحيح ما يراه فريق ترامب أخطاء بايدن في الشرق الأوسط".

ومن جهته، أصدر فريق ترامب الانتقالي بيانًا لم يتضمن تفاصيل، وإنما أعلن فقط أن ترامب سيتخذ الإجراءات الضرورية "لقيادة بلادنا"، و"تحقيق السلام من خلال القوة".

لكن هؤلاء المسؤولين السابقين والمقربين من حملة ترامب الانتخابية قدموا، في حوارهم مع "بوليتيكو"، بعض الملامح الأولية لسياسة ترامب المرتقبة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية في غزة وتصاعد النزاع بين إسرائيل والجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

تعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران

وأشارت المصادر إلى أن فريق ترامب الانتقالي يدرس خططًا لفرض موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية الشديدة على إيران، ويبحث كيفية قطع صادرات النفط الإيرانية، بالإضافة إلى تعزيز الدعم لإسرائيل. ويعتزم ترامب إعادة إحياء سياسة "الضغط الأقصى" التي تقوم على عزل إيران وتشديد الضغط الاقتصادي عليها، بالإضافة إلى الحفاظ على التهديد العسكري كعامل ردع موثوق.

لكن منطقة الشرق الأوسط في عام 2024 تختلف بشكل كبير عن تلك، التي واجهها ترامب في عام 2021، ومن وجهة نظر "بوليتيكو"، فإن هذه التغيرات قد تؤثر على مدى نجاح هذه الاستراتيجية في إضعاف النظام الإيراني. وأشار مسؤول سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارة ترامب إلى هذا الفرق، قائلاً: "الضغط الأقصى للمرة الثانية لا يعني أن الأمور ستستمر من حيث توقفت في 20 يناير (كانون الثاني) 2020. المنطقة والعالم باتا مختلفين للغاية".

ومن جهتها، فإن طهران تعرضت لبعض الضغوط بفعل الهجمات الإسرائيلية التي أضعفت كلاً من حماس وحزب الله، وهما حليفاها الرئيسان. غير أن الحملة العسكرية الإسرائيلية، بسبب ما خلفته من كارثة إنسانية في غزة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية في لبنان، أثارت استنكارًا عالميًا وردود فعل قوية ضد إسرائيل وأميركا.

وينبغي على ترامب أن يأخذ في الاعتبار تداعيات هذا الوضع المعقد على كلا الجانبين، في وقت تراجعت فيه قدرة الولايات المتحدة على التأثير دبلوماسيًا وجيوسياسيًا.

وإلى جانب ذلك، زادت إيران من عمق تعاونها مع روسيا، في ضوء الحرب على أوكرانيا، وهو ما أضاف تعقيدات جديدة على سياسة ترامب تجاه إيران.

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل

وفي ظل الوضع الراهن، تزداد احتمالات تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وهو ما قد يستدعي تدخل الجيش الأميركي في المنطقة.

وخلال الهجمات الجوية الانتقامية الإسرائيلية، الشهر الماضي، طلب بايدن من إسرائيل عدم استهداف المواقع النووية الإيرانية؛ بهدف تجنب زيادة التوتر بين الطرفين. وفي الوقت نفسه، فرض نحو 700 عقوبة اقتصادية على إيران بهدف الإبقاء على الضغوط الاقتصادية عليها.

من جانبه، وبناءً على تصريحاته السابقة، من غير المرجح أن يسعى ترامب إلى فرض قيود على الهجمات أو الردود الإسرائيلية ضد إيران؛ فقد صرح الشهر الماضي لقناة "فوكس نيوز" قائلاً: "هذا هو أكثر شيء جنوني سمعته". وفي تعليقه على طلب بايدن بعدم استهداف المواقع النووية الإيرانية، أضاف ترامب: "هذا رد مجنون؛ لأنهم سيحصلون قريبًا على سلاح نووي، وعندها ستبدأ المشاكل".

كما شدد براين هوك، الذي يترأس الفريق الانتقالي لوزارة الخارجية ضمن حملة ترامب، والذي كان له دور رئيس في صياغة سياسة ترامب تجاه إيران خلال ولايته الأولى، على أهمية الحفاظ على التهديد العسكري ضد إيران. وفي مقابلة له يوم الخميس الماضي، 7 نوفمبر (تشرين الثاني) مع شبكة "سي إن إن"، أكد هوك أن ترامب لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، لكنه قال: "إذا لم يصدق أحد أن لديك تهديدًا عسكريًا موثوقًا، فستفقد قدرتك على الردع".

مزيد من الأخبار