أظهرت الوثائق، التي حصلت عليها وزارة الداخلية الألمانية من المركز الإسلامي في هامبورغ، أن رئيس هذا المركز، محمد هادي مفتح، كان يتلقى تعليماته مباشرة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، كما كان حلقة وصل مباشرة بين إيران وحزب الله اللبناني، وكان بمثابة "ممثل أجنبي مباشر" لنظام طهران.
وكشف قرار إغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ، المكون من 220 صفحة، الصادر عن وزارة الداخلية الفيدرالية الألمانية، مدى قرب علاقات هذه المؤسسة مع مكتب خامنئي، وكيف امتدت هذه العلاقات إلى حزب الله اللبناني.
وبحسب الوثائق، التي حصلت عليها مجلة "شبيغل" الألمانية، يبدو أن رئيس المركز الإسلامي في هامبورغ، محمد هادي مفتح، كان على اتصال دائم مع مهدي مصطفوي، نائب مدير الاتصالات والشؤون الدولية في مكتب المرشد علي خامنئي، عبر تطبيق التراسل الفوري "واتساب".
وتبادل هذان الشخصان أكثر من 650 رسالة منذ أواخر عام 2021 إلى نهاية عام 2023.
وأضاف التقرير أن مصطفوي أعطى في هذه المراسلات تعليمات مفصلة إلى "مفتح" في عام 2023، والتي تضمنت رسائل خامنئي للمتحدثين بالألمانية، الذين كانوا يأتون إلى المركز الإسلامي في هامبورغ (ربما الألمان الذين حوّلتهم إيران إلى شيعة).
وكان محور أنشطة هذا المركز في عام 2024 من بين محتويات أخرى لهذه الرسائل.
تعليمات لتبرير هجوم حماس على إسرائيل
تم إرسال تعليمات بـ "الدعاية المناهضة لإسرائيل"، وتفسير خلفيات هجوم حركة حماس على إسرائيل، في تلك الرسائل المتبادلة بين مفتح ومكتب خامنئي.
وطلب مكتب المرشد الإيراني من مفتح ترديد عدة شعارات وتبريرات، ومنها أن "المقاومة الإسلامية ليس لديها طريقة أخرى لوقف جرائم إسرائيل" و"لن يعود النظام الصهيوني بعد ذلك كما كان بفضل شجاعة الشباب الفلسطيني".
الوثائق المكشوفة
وبحسب وثائق وزارة الداخلية الألمانية، فقد تم الكشف عن إرسال المساعدات المالية لليمن، بتوقيع شخصي لعلي خامنئي، وبجانبه عبارة "قائد الثورة"، إلى جانب اسم رئيس المركز الإسلامي في هامبورغ.
وبحسب وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية، فإن هذه الوثائق تظهر أن مركز هامبورغ الإسلامي كان بمثابة "ممثل أجنبي مباشر" للنظام الإيراني.
وتوصل المحققون من الوثائق، التي تم الحصول عليها أثناء تفتيش المركز الإسلامي في هامبورغ، إلى أن هذا المركز ومديره كانا على اتصال بحزب الله اللبناني.
وبحسب وثائق سرية، فقد تشاور ممثلون عن حزب الله والمركز الإسلامي في هامبورغ حول مشروع بناء جمعية (مسجد) في منطقة هانوفر، يقال إنها مرتبطة بالمركز الإسلامي في هامبورغ.
وبحسب تقرير وزارة الداخلية الألمانية، فإن "إدارة العلاقات الخارجية في حزب الله اللبناني الإرهابي" كان لها دور كبير في التخطيط لهذا المشروع.