زادت التحذيرات من مخاطر حوادث السير التي تودي بحياة آلاف المواطنين في إيران، سنويًا، مع بدء موسم الأسفار والرحلات في عطلة بداية العام الإيراني (عيد النيروز).
وشكا المواطنون الإيرانيون، في رسائلهم التي بعثوا بها إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، من رداءة جودة السيارات الإيرانية والطرق السيئة بين المدن.. مؤكدين أنها السبب الرئيس وراء معظم حالات السير التي تشهدها البلاد في عيد النيروز.
وطرحت قناة "إيران إنترناشيونال"، بهذه المناسبة، سؤالاً على متابعيها من القراء والمشاهدين لإبداء آرائهم حول أحداث السير وأسباب وقوعها.
وعدد المواطنون في تعليقاتهم وردودهم عوامل عدة أكدوا أنها من الأسباب الرئيسة لحوادث السير في إيران، ومنها: تولي المسؤولين غير الأكفاء إدارة الطرق، والسيارات منخفضة الجودة، بالإضافة إلى افتقادها للمعايير الدولية، بجانب سوء حالة الطرق، وعدم مراعاة قوانين السير، وإرهاق قائدي المركبات وعدم أخذهم قسطًا وافرًا من الراحة.
وذكر مواطنون آخرون أن رداءة السيارات الإيرانية وسوء الطرق عاملان رئيسان في أحداث السير، وأن العامل الإنساني له دور ضئيل في هذا المجال.
وتعليقًا على سؤال "إيران إنترناشيونال"، قال أحد المواطنين: "كونوا حريصين أكثر من السابق على سلامتكم في الطرق، لأن السيارات الإيرانية تفتقد معايير الأمان".
وقال مواطن آخر، مشيرًا إلى رداءة السيارات، وسوء الطرق: "لا يمكن أن نقدم أي نصيحة أو إرشاد، بسبب هذه النفايات التي تصنعها الجمهورية الإسلامية. عندما تسير بسيارة حديثة جدًا وتمر من أحد المطبات تشعر كأن السيارة تريد الانفصال عن بعضها البعض".
وأضاف: "المشكلة ليست في السائقين، وإنما تعود إلى الطرق السيئة والسيارات الفاقدة للجودة التي يسلمونها للناس، باعتبارها سيارات، وهي ليست كذلك".
وتابع: "انظروا إلى سيارة أجنبية قديمة، تجدونها تتفوق على السيارات الحديثة التي يصنعها النظام ويسلمها للمواطنين، مثل سيارات بارس وبرايد".
وأوضح مواطن آخر، في تعليقه: بغض النظر عن رداءة السيارات والطرق السيئة، فإن الحالة النفسية للمواطنين سيئة للغاية لدرجة أنه لم يعد يهمهم كثيرًا البقاء على قيد الحياة!".
وأضاف آخر: "مادمنا نصنع سيارات من شركات سايبا وإيران خودرو بقطع صينية، فإن أزمة أحداث السير والوفيات ستستمر".
وأوصى مواطنون بنشر مزيد من دوريات شرطة المرور في الطرق؛ للحد من أحداث السير، فيما أوصى آخرون باستيراد السيارات الأجنبية ذات الجودة العالية كوسيلة لتقليل الخسائر البشرية في أحداث السير.
كان رئيس شرطة المرور بإيران، تيمور حسيني، قد حذر، أمس، السبت 16 مارس (آذار)، من الزيادة المقلقة في أحداث السير خلال عطلة النيروز لهذا العام.
وقال إن الشرطة قد سجلت حتى الآن ومنذ بدء موسم الأسفار والرحلات السياحية وفاة 74 مواطنًا وإصابة 1717 شخصًا خلال يومين من بدء فعاليات عيد النيروز واحتفالات العام الإيراني الجديد.
وحسب تصريحات هذا المسؤول، فإن العام الحالي شهد مقتل 17 ألفًا و177 شخصًا في أحداث السير التي شهدتها البلاد، مسجلًا زيادة تزيد على 9 بالمائة مقارنة مع العام الماضي.
وتجاهل المسؤول الإيراني رداءة السيارات والطرق السيئة كعوامل مسببة لأحداث السير، وقال إن عدم مراعاة المواطنين لقوانين السير هو السبب في 60 بالمائة من أحداث السير في إيران.
واعترف المسؤولون في إيران، وعلى رأسهم المرشد خامنئي، خلال السنوات الماضية، برداءة السيارات المصنعة داخليًا.. مؤكدًا أن من حق المواطنين أن يشكوا من هذا الأمر وينتقدوا رداءة السيارات.