صحف إيران: بيع الممتلكات العامة لسد عجز الموازنة وإعلام النظام يتسبب في "شرخ مجتمعي"

Thursday, 02/09/2023

تزداد مخاوف الأطراف وبعض التيارات المهمشة في إيران من استمرار النظام بسياساته الدولية المنحازة لدول الشرق، معتبرة أن هذا الانحياز سيجعل طهران عمليا في مواجهة الغرب الذي لن يتوقف عن استهدافها والضغط عليها حتى تعود إلى "جادة الصواب".

ويهدف الغرب بهذا الضغط أن تتوقف إيران عن السير وراء روسيا والصين اللتين باتتا تشكلان هاجسا كبيرا لدى الدول الأوروبية والغربية، لا سيما بعد العدوان الروسي على أوكرانيا، وموافقة ضمنية من الصين على هذا الهجوم.

وفي مقاله بصحيفة "اعتماد" أشار الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، نصرة الله تاجيك، إلى هذا الواقع الخطير الذي باتت تعيشه إيران على الساحة الدولية، ودعا إلى ضرورة إنهاء هذه الحالة واعتماد سياسة "التوازن الإيجابي" و"صفر المشاكل" مع جميع الدول، بحيث لا يبقى لطهران عدو في العالم والمنطقة، موضحا أن هذه السياسة لم تعد خيارا، وإنما هي ضرورة تتطلبها مصلحة الأمن القومي للبلاد.

لكن هذه المخاوف والقلق الذي يظهره الحريصون على البلاد ومستقبلها يقابله تجاهل تام من التيار الحاكم، وتحديدا شخص المرشد علي خامنئي، الذي لا يتوقف عن وصف معظم دول العالم بـ"العدو" الذي يريد إسقاط إيران وحذفها من خارطة العالم.

وفي آخر تصريحاته التي نقلتها جل الصحف الصادرة اليوم، الخميس 9 فبراير (شباط)، دعا خامنئي خلال لقائه بقيادات عسكرية من الجيش الإيراني إلى المشاركة في مسيرة إحياء ذكرى انتصار ثورة عام 1979، لتكون ردا على احتجاجات معارضي النظام، والتي اندلعت قبل 5 شهور تقريبا مخلفة عشرات القتلى والجرحى بعد أن واجهت قمع النظام وبطشه، وقال خامنئي إن على المواطنين أن يوصلوا رسالتهم في يوم مسيرة إحياء الثورة إلى الأعداء بكل وضوح، ويجب أن تكون هذه المسيرات وسيلة لإفشال خططهم ومؤامراتهم.

في موضوع آخر أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى "الشرخ المجتمعي" الكبير في إيران، وتساءلت عن العامل وراء هذه الحالة المجتمعية غير المسبوقة، منتقدة سياسات النظام الإعلامية والتي ساهمت بشكل كبير في خلق هذا الواقع السَيِّئ.

وكتبت الصحيفة: "عندما يتحول إعلام الدولة إلى مجرد بوق بيد تيار خاص فإن الشعب يبدأ بالبحث عن وسائل إعلام تتناسب مع تطلعاته ومعتقداته، ومن هنا ينشأ التشعب والشقاق في المجتمع".

بدوره قال المحلل السياسي جواد حق شناس لصحيفة "مستقل" إن على النظام الحاكم أن يخشى من أن تصبح بعض الشخصيات- مثل الرئيس الأسبق محمد خاتمي- غير مؤمنة بإمكانية إصلاح الأوضاع من الداخل، وكتب: "على النظام أن يكون قلقا من أن يتجاوز أشخاص مثل خاتمي فكرة إصلاح النظام من الداخل، ويعلنون للشارع الإيراني بأن النظام غير قابل للإصلاح، يجب على النظام أن يعتبر ذلك عامل إنذار، وأن يعمل على إصلاح نفسه من الداخل".

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"كيهان": مستوى الرفاه في إيران ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة

قال مدير تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد خامنئي، إن الوضع المعيشي للمواطنين الإيرانيين ليس سيئا كما يصور البعض، لكن توقعات الشعب الإيراني زائدة عن حدها، وهذا الذي يجعله يشعر بعدم الرضا، حسب رأيه.

وأضاف شريعتمداري: "الحقيقة أنه إذا نظرنا إلى الإحصاءات والأرقام الدولية وقارناها مع الوضع المعيشي للإيرانيين نجد أن مستوى الرفاه لدى معظم شرائح المجتمع الإيراني قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة".

وتابع: "عندما يزداد رفاه شعب من الشعوب فإن توقعاته الاقتصادية تكون مرتفعة، وما يشعر به كثير من المواطنين اليوم ليس "فقرا مطلقا" وإنما هو "فقر نسبي"، والذي ينتج عن مقارنة الوضع الحالي مع الوضع الذي يتوقعونه ويأملون حدوثه".

"جمهوري إسلامي": بيع الممتلكات العامة وعجز الدبلوماسية الإيرانية دوليا وإقليميا

انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" رؤساء السلطات الثلاث في إيران بسبب مشروع "بيع الممتلكات العامة"، والذي وافق عليه كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية، وذلك لمواجهة عجز الميزانية، وتأمين تكاليف إدارة البلد للعام القادم، بعد الشعور بالنقص الكبير في الموارد والإمكانيات.

وقالت الصحيفة إن القيام بهذه الخطة يثير انتقادات الخبراء والمتخصصين الذين يرونها خطة غامضة وتتعارض مع الدستور، مضيفة: "مشروع بيع الممتلكات العامة يتعارض تماما مع قوانين البلاد، لكن مع الأسف لا أحد من رؤساء السلطات مستعد لتقديم إجابات وإيضاحات شفافة".

وتابعت الصحيفة: "في هذه الأيام ضعف وعجز المؤسسات الدبلوماسية لإيران لا يتجلى فقط في توقف مسار المفاوضات النووية فحسب، بل في كافة القضايا الدولية والإقليمية، بحيث بات لا يرى أي أثر للدبلوماسية الإيرانية في العالم، وإنها تعمل في نطاق من الانفعال ما يجعلها تواجه ضربات دبلوماسية من كافة الأطراف والجهات".

"اطلاعات": إلى متى يجب أن ينتظر الناس إحياء الاتفاق النووي؟

بدورها تساءلت صحيفة "اطلاعات" حول ملف الاتفاق النووي، والتبعات الكبيرة التي باتت البلاد تواجهها جراء استمرار حالة الجمود في الملف، وقالت: "إلى متى يجب أن ينتظر الناس إحياء الاتفاق النووي؟"، وانتقدت هذه الإطالة المفرطة في حل ملف بات يشكل هاجسا كبيرا لدى الإيرانيين الذين يرون واقعهم ومستقبلهم متأثرا به بشكل كبير.

وتساءلت الصحيفة بشكل ساخر وكتبت: "كم عقد من الزمان يحتاجه ممثلو إيران في المفاوضات لكي يستمروا في شد أحزمتهم والذهاب والإياب إلى جنيف وبروكسل وهذه المدينة أو تلك؟"

وأضافت "اطلاعات": "الحقيقة هي أنه وبعد سنين طويلة من الجدل والنقاش حول الاتفاق النووي تحول الأمر إلى قضية محورية ومصلحة وطنية، ويجب النظر في الموضوع لتحقيق أكبر قدر ممكن من مصلحة البلاد، استنادا إلى كثرة التجربة والخبرة التي تشكلت في هذا المجال".

مزيد من الأخبار