اضطراب في سوق الإنترنت بإيران.. النظام بقمع والمواطنون يبحثون عن تطبيقات "كسر الحجب"

Sunday, 01/15/2023

عقب تشديد القيود المفروضة على الإنترنت في إيران، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، زادت خبرات المواطنين من حيث أساليب وإتقان الوصول إلى الإنترنت بشكل جوهري.

وكان المستخدمون العاديون قد فقدوا، إمكانية الوصول التدريجي إلى جزء كبير من هذه الشبكة العالمية، أو لجأوا إلى استخدام أداوات لتجاوز الحجب والتي تعرض أمنهم الرقمي للخطر.

وامتزجت قصة ظهور الإنترنت في إيران منذ السنوات الأولى تقريبًا بتطبيقات تجاوز الحجب. وعلى الرغم من أن المستخدم الإيراني يستوعب جيدًا الحاجة إلى استخدام مختلف أدوات تجاوز الحظر، إلا أنه في هذه الأيام يجد نفسه عاجزًا أكثر من أي وقت مضى عن إيجاد ثغرة للهروب من هذا السجن.

زيادة الطلب.. ارتفاع الأسعار

وقام بائعو تطبيقات كسر الحجب (VPN)، الذين لدى جزء كبير منهم علاقات علنية وسرية مع الدوائر الحكومية، قاموا بزيادة رسوم اشتراكهم عدة مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتسببت هذه القضية في أن العديد من المستخدمين الذين كانوا يوفرون الإنترنت من البائعين أنفسهم، لم يتمكنوا من شراء اشتراك.

تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب على العديد من الأسر الإيرانية أن تدفع مبلغا يصل إلى نحو 100 ألف تومان إيراني شهريا لاستخدام تطبيقات تجاوز الحجب إلى جانب دفع مبالغ لباقات الإنترنت. وأدى هذا الأمر إلى أن يتوقف كثيرون في إيران عن شراء تطبيقات كاسر الحجب.

وعلى هذا الأساس، من المحتمل أن تفقد شرائح المجتمع محدودة الدخل، إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مع مرور الوقت. إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو في إيران، مثلما حدث في الصين وكوريا الشمالية، ومثلما يحدث هذه الأيام في روسيا.

انخفاض شديد في الجودة

إن مجرد استخدام تطبيقات كاسر الحجب لا يعني الوصول إلى الإنترنت دون أية مشاكل. فقد شهدت شبكة الإنترنت خلال الأشهر الماضية تراجعا ملحوظا في الجودة حتى في حال الاتصال بتطبيقات كاسر الحجب.

وقد أرهق هذا الموضوع الناشطين في مجال تكنولوجيا المعلومات، ناهيك بالمواطنين العاديين.

واكد خبير في مجال تكنولوجيا المعلومات في مقابلة مع موقع "انتخاب" الإيراني، أجراها الأسبوع الماضي أن الإدارات التقنية للشركات الناشئة انتقلت إلى الدول المجاورة حتى تستطيع الوصول إلى الإنترنت.

وفي الأشهر الماضية، قام عدد من شركات الإنترنت بنقل جزء من موظفيها التقنيين في فنادق بدول مثل تركيا والإمارات حتى يتمكن الموظفون من الوصول إلى الإنترنت بحرية دون الحاجة إلى تطبيقات كاسر للحجب.

بيع تطبيقات كسر الحجب في محال البغالة.. والأمان الرقمي على الهامش

يعتبر الأمن الرقمي للمستخدمين من القضايا التي أصبحت هامشية، بسبب تراجع التعليم، ونقص الوعي الجماعي بهذا الخصوص. ففي هذه الأيام، وبسبب تشديد قيود الإنترنت وزيادة الطلب على الوصول إلى أدوات تجاوز الحجب، تحولت بعض المحلات- وبينها محلات البغالة المحلية- إلى بائعي تطبيقات كسر الحجب.

وقال فرشيد صديقي، الناشط في مجال السياحة، في مقابلة صحافية، إنه في مدينة مشهد، "تقوم معظم المحال التي تقدم خدمات التليفون المحمول، بل ومحال المكسرات، وبشكل عام المحال التجارية التي فيها زبائن كثيرة، تقوم ببيع تطبيقات كاسر الحجب".

يأتي هذا في غياب دراسة موثوقة حول سلامة هذا النوع من التطبيقات. ففي وقت سابق، تطرقت شركة "بيت ديفندر" للأمن السيبراني في تقرير لها إلى تطبيق إيراني لكسر الحجب يسرق معلومات مستخدميه. وقالت إنه تطبيق تجسس لا يزال يعمل.

مزيد من الأخبار