صحف إيران: أزمة غاز حادة تضرب البلاد وخسائر طهران من دعم روسيا أكبر من مكاسبها

Thursday, 01/12/2023

جاء الشتاء وتبخرت وعود المتشددين في إيران الذين كانوا يزعمون بأن هذا الفصل سيكون فرصة طهران الذهبية لإملاء شروطها على الدول الأوروبية، بعد أن تصبح هذه الدول في وضع صعب جراء انقطاع الغاز الروسي عنها، وحاجتها الماسة إلى التوصل لاتفاق مع النظام بهدف الاستفادة من الطاقة الإيرانية.

لكن تغيرت المعادلات واستطاع الأوروبيون إدارة الأزمة بشكل ناجح حتى الآن، فيما كان الوضع في إيران مختلفا، حيث بدأت أزمة الغاز تطفح على السطح، بعد مناشدة وزير النفط الإيراني، يوم أمس المواطنين بالتقشف في استخدام الغاز، طالبا منهم البحث عن حلول للتدفئة بدل الغاز، كأن يرتدوا ملابس أكثر داخل البيوت، كما اقترح الوزير على الحكومة تعطيل الدوام الرسمي يومي السبت والأحد في العاصمة طهران لكي لا يضطر النظام لمواجهة أزمة انقطاع الغاز المنزلي في الأيام القادمة.

وأبرزت بعض الصحف، اليوم الخميس 12 يناير (كانون الثاني)، لا سيما الإصلاحية هذا الجانب وكتبت "آرمان ملي": "جاء الثلج.. ليس لدينا غاز ولا كهرباء.. المدينة في عطلة"، مشيرة إلى تعطل الدوائر الحكومية في عدد من المدن والمحافظات الإيرانية، وكتبت "كار وكاركر" العمالية في المانشيت: "تحذير تجاه توقف الإنتاج.. قطع الغاز أوقف عمل الكثير من الصناعات".

أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، فقد هاجمت المنتقدين ومَن يسخرون من مواقفها السابقة إزاء "الشتاء الصعب" التي كانت تتوعد به الأوروبيين، وقالت إن الإصلاحيين فرحون من اشتداد البرد في إيران، وإعلان المسؤولين انقطاع الغاز عن عدد من المدن الإيرانية، لكي يثبتوا خطأ تقديرات المسؤولين الإيرانيين وإعلام الحكومة.

في شأن آخر لفتت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى تصريحات رئيس شرطة المرور الإيرانية، سيد كمال هاديانفر، حول رداءة جودة السيارات في إيران مقارنة بالوضع مع العراق، وذكر أنه وبالرغم من كثرة حوادث السير في العراق مقارنة مع إيران (ثلاثة أضعاف ونصف) إلا أن عدد الوفيات في العراق جراء حوادث السير يعد نصف وفيات حوادث السير في إيران، وذلك يعود إلى جودة السيارات في العراق ونسبة الأمن العالية فيها بالمقارنة مع الوضع في إيران.

يأتي هجوم صحيفة الحرس الثوري على صناعة السيارات في إيران بعد تردد الأخبار والأحاديث حول عزم الحرس الثوري البدء باستيراد السيارات من الصين، وهو ما يعزز فرضية وجود محاولات من الحرس الثوري لاحتكار هذه الصناعة، وبالتالي يعطي مبررا لهجوم الصحيفة على السيارات وجودتها الرديئة.

في موضوع آخر أشارت بعض الصحف إلى إصدار القضاء الإيراني حكم الإعدام ضد علي رضا أكبري، أحد المسؤولين السابقين بوزارة الدفاع الإيرانية، بتهمة "التجسس لصالح بريطانيا".

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"جمهوري إسلامي": تناقض بين رواية الحكومة ورواية الشعب عن الأوضاع الاقتصادية في البلاد

أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى إحصاءات التضخم في إيران، والتي تظهر استمرار زيادة نسب التضخم وانعكاسها السريع على الأسعار في الأسواق، وبالتالي الحياة اليومية للمواطنين، مؤكدة أن التغييرات الجديدة في البنك المركزي والإعلان عن تسعير حكومي جديد لسعر الدولار يبدو أنه مُني بالفشل منذ بداية الإعلان عنه.

ولفتت الصحيفة إلى التناقض بين رواية المسؤولين الحكوميين وبين رواية المواطنين الإيرانيين من الأحداث الاقتصادية، حيث يزعم المسؤولون أنه "لا توجد أي مشكلة في البلد وكل شيء في أفضل حالاته"، وهو ما جعل الإيرانيين يرون أن "الحكومة تعيش في أحلامها الخاصة ولا علم لها بالجوع الذي يمر به الشعب الإيراني".

وأكدت الصحيفة أن هذه المواقف والتصريحات غير الواقعية من المسؤولين تجاه الأحداث في البلاد "ترش الملح على الجرح"، وتؤكد أن رواية الحكومة مختلفة إلى حد القطيعة مع رواية المواطنين.

"كسب وکار": قطع إمدادات الغاز عن الصناعات يوقف عجلة الإنتاج في البلاد

في شأن آخر أشارت صحيفة "کسب وکار" إلى محاولة النظام الإيراني منع انقطاع الغاز المنزلي في موسم الشتاء القارس هذا العام، واللجوء إلى قطع إمدادات الغاز عن الصناعات والقطاع الإنتاجي في البلاد، موضحة أن قطع غاز صناعة الإسمنت والبتروكيماويات قد أحدث ضجة في البلاد.

كما أشارت الصحيفة إلى توقف إمدادات الغاز عن 54 شركة لإنتاج الإسمنت، كما أن إنتاج البتروكيماويات في محافظة خراسان، شمال شرقي البلاد، قد توقف عمليا كما جاء في الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى احتمالية انقطاع إمدادات الغاز عن صناعة الفولاذ وصهر الحديد، ناقلة عن أحد المسؤولين قوله إن إمدادات الغاز إلى صناعة الفولاذ تراجعت إلى الثلث، وهو ما يعني فعليا بدء قطع الغاز عن هذه الصناعة ليلحقها، فيما بعد قطع الغاز عن باقي الصناعات، مؤكدا أن قطع الغاز عن الشركات الصناعية يعني عمليا وقف عجلة الإنتاج.

"دنیاي اقتصاد": صفقة الطائرات المسيرة مع روسيا.. ماذا خسرنا وماذا كسبنا؟

تساءلت صحيفة "دنياي اقتصادي" في تقرير لها عن الفوائد والمصالح التي جنتها إيران من خلال دخولها في صفقة بيع الطائرات المسيرة مع روسيا، التي استخدمتها على نطاق واسع في حربها ضد أوكرانيا، ما شكل ضغوطا دولية متزايدة على إيران، وعقوبات جديدة فرضتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، كما ساهمت الصفقة بشكل أو بآخر بتعكير أجواء المفاوضات النووية.

وقالت الصحيفة إنه ومنذ الإعلان عن استخدام روسيا للطائرات الإيرانية المسيرة في حربها ضد أوكرانيا أصبحت إيران في "وضع حساس للغاية"، مضيفة: "بالرغم من أهمية الحصول على طائرات "سوخوي 35" الروسية إلا أننا يجب أن لا ننسى بأن موسكو من المقرر أن تعطي لإيران عددا محدودا من هذه الطائرات".

وأوضحت الصحيفة أن هناك وجهتي نظر تجاه الموضوع، فبينما يرى البعض أن هذه الصفقة ستكون مفيدة ونافعة لإيران يرى آخرون بأنها لن تخدم طهران، ففي الوقت الذي وصلت فيه إيران إلى طريق مسدود في الاتفاق النووي وتضاعف عليها العقوبات، فإن الحصول على 24 طائرة روسية لن يكون ذا نفع كبير على البلاد.

مزيد من الأخبار