الصحف الإيرانية: مأزق جديد أمام الاتفاق النووي وخطوات سرية لتنفيذ خطة "تقييد" الإنترنت

Wednesday, 09/07/2022

بعد أن كانت الصحف الحكومية والمقربة منها تدفع باتجاه إفشال المفاوضات النووية بدعوتها إيران على الإصرار والتمسك بمطالبها وشروطها، أصبحت هذه الصحف نفسها تنتقد الأطراف الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحملها مسؤولية عدم إحياء الاتفاق النووي.

فهذه صحيفة "إيران" الحكومية تدعي اليوم، الأربعاء 7 سبتمبر (أيلول)، أن "الاتفاق النووي معلق بسبب الألاعيب السياسية للوكالة الدولية للطاقة"، لافتة إلى أن مطالب الوكالة الدولية وتصريحات مديرها رافائيل غروسي "مسيسة"، ومتأثرة بالضغوط الإسرائيلية الرامية إلى عدم إنهاء ملف التحقيقات حول المواقع النووية الإيرانية المشبوهة، وجعل هذا الملف مفتوحا إلى ما لا نهاية.

في نفس الموضوع أشارت صحف إصلاحية ومعتدلة إلى تراجع الآمال السابقة بإحياء الاتفاق النووي، وعودة التشاؤم مرة أخرى إلى القضية، وكتبت "مردم سالاري" في مانشيت اليوم: "خيبة الآمال حول إحياء الاتفاق النووي".

كما سارت صحيفة "جمهوري إسلامي" بنفس الاتجاه، وهي من المؤيدين لإحياء الاتفاق النووي وإعادة النظر في علاقات إيران الخارجية، واستخدمت عنوان: "مرة أخرى مأزق جديد أمام الاتفاق النووي".

في شأن اقتصادي قالت صحيفة "دنياي اقتصاد" إن 87 في المائة من المستثمرين الإيرانيين ليس لديهم صورة واضحة وشفافة عن مستقبلهم الاقتصادي، وذلك وفق نتاج استطلاع رأي الذي توصل أيضا إلى أن قرابة نصف هؤلاء المستثمرين يفكرون بإخراج ثرواتهم من إيران، كما أكد بعضهم أنهم بالفعل قاموا بإخراج أموالهم من السوق الإيرانية، والسبب الرئيس وفق تقرير الصحيفة يعود للظروف الاقتصادية "غير المستقرة".

في سياق منفصل علق عدد من الصحف على مصادقة ما يمسى بـ"مجلس صيانة الإنترنت"، برئاسة رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، على بعض بنود خطة "تقييد" عمل الإنترنت، بحجة صيانة حقوق مستخدمي العالم الافتراضي في إيران، بعد أن كان البرلمان قد عارض المصادقة على هذه الخطة المثيرة للجدل.

وأشارت صحيفة "اعتماد" إلى محاولات أنصار "تقييد" عمل الإنترنت بعد أن واجهت معارضة البرلمان، حيث باتوا الآن يبحثون عن طرق بديلة للتنفيذ هذه الخطة.
وعنونت الصحيفة بالقول: "خطة تقييد الإنترنت من طريق آخر"، كما اعتبرت صحيفة "هم ميهن" هذه المحاولات والإجراءات بأنها "خطوات سرية لتنفيذ خطة تقييد الإنترنت في إيران".

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"كيهان": الاتفاق النووي غير متوازن ولا يحقق مصالح إيران

هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، أحد المواقع الإيرانية بعد أن انتقد المسيرة الطويلة لملف إيران النووي والتي تستمر بالجريان منذ عشرين عاما تحت شعارات مثل الاقتدار، والحفاظ على الكرامة، والغيرة في السياسة الخارجية.

وكان موقع (عصر إيران) قد طالب بضرورة إعادة النظر بهذه الإطالة، وما ينجم عنها من آثار سلبية على المدى القصير والبعيد.

لكن صحيفة "كيهان" اعتبرت هذا الكلام بأنه "مغالطة"، ورأت في المقابل أن المفاوضات هي شكل من أشكال الحرب السياسية، ورأت أن تيارا في إيران قد غُرّر به من جانب الغرب، فقبل بالاتفاق بالرغم من عدم تحقيقه لمصالح إيران الاقتصادية والسياسية، منوهة إلى أن حكومة روحاني قد عطلت البلاد 8 سنوات من أجل اتفاق "غير متوازن".

ورأت الصحيفة أن إبرام اتفاق غير متوازن مع الولايات المتحدة الأميركية سيكون خطأ كبيرا، وسيُدّرس في الأكاديميات السياسية لعشرات السنين كنموذج على الاتفاق السيئ ذي العبر والدروس.

"آرمان امروز": إيران تتعرض لحرب باردة

رأى الكاتب والمحلل السياسي، محمود صدري، في مقال له بصحيفة "آرمان امروز" أن هناك حربا باردة تشن ضد إيران، معتقدا أن توازن القوى في المنطقة لم يعد لصالح طهران، داعيا السلطات الحاكمة في بلاده إلى إيجاد مخرج سريع للازمة الحالية، واستغلال ما تبقى من الفرص المتبقية التي تقدمها إدارة بايدن بعد أن سلكت نهجا أكثر مرونة مع إيران، مقارنة مع إدارة ترامب السابقة.

ولفت الكاتب أنه وفي حال لم تتغير الظروف الراهنة، ولم تعد إيران النظر في سياساتها الداخلية والخارجية، فإن إمكانية نجاح منافسي إيران ستصبح عالية للغاية. لكنه يرى أنه لا توجد بوادر ومؤشرات على نية طهران أن تغيير من الوضع الراهن وتعيد النظر في سياساتها.

"مستقل": رئيسي متردد في مواقفه وليس له رأي واضح في الاتفاق النووي

لفت الناشط السياسي الأصولي، محمد مهاجري، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إلى موقف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي من إحياء الاتفاق النووي، وأكد أن رئيسي لا يزال مترددا في موقفه من موضوع الاتفاق، وليس لديه رؤية واضحة تجاه هذا الموضوع، والسبب في ذلك- حسب مهاجري- هو أن الرئيس الإيراني لا يريد أن يواجه الأطراف الأصولية المتشددة والتي تعد داعما رئيسيا له.

وعن فوائد الاتفاق النووي المحتمل قال مهاجري إن المؤكد الآن هو أن الاتفاق الحالي لن يكون بشكل من الأشكال شبيها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 من حيث الفوائد الاقتصادية والسياسية، لكن ميزة الاتفاق الحالي الوحيدة هي أنه يخرج إيران من العزلة التي تعيشها، ويخلصها من تبعات "الإيرانفوبيا" التي تروج في العالم.

"فرهيختكان": المصادقة على بعض بنود خطة تقييد الإنترنت تسمح بفرض قيود على "واتساب" و"إنستغرام"

في موضوع تقييد الانترنت ومحاولات مؤيدي هذه الفكرة قالت صحيفة "فرهيختكان" إن مصادقة "مجلس صيانة الإنترنت" على بعض البنود حول خطة عمل الشبكة تعطي صلاحيات لتقييد الإنترنت، وفرض القيود على عمل بعض التطبيقات مثل "إنستغرام" و"واتساب"، وهذا يوكد أن المجال أصبح مفتوحا لمؤيدي "تقييد" الإنترنت لفرض القيود على وسائل التواصل الاجتماعي كما كانوا يطمحون.

وذكرت الصحيفة أن المجلس الذي يترأسه رئيس الجمهورية قد أقر المادة رقم 2 والمادة رقم 3 و4 في خطة "صيانة الإنترنت"، وهذه المواد تتيح للجنة العليا لإعداد القوانين في العالم الافتراضي أن يكون لها إشراف وإدارة باعتبارها المؤسسة المخولة قانونيا بهذه المهمة.

مزيد من الأخبار